الرواتب الخيالية تقتل النجوم!

عندما يتقاضى نجم كروي في مطلع العشرين من العمر اسبوعياً ما يتقاضاه عشرة من نظرائه في مهن أخرى سنوياً، فان احتمال استخدام هذه الثروة في أمور قد تبدو مسيئة في نظر النقاد والمتابعين وأعيان المجتمع كبير جداً، فالافراط في الشرب حتى الثمالة والادمان على المراهنات حتى الافلاس والسهر واغواء الحسناوات كلها أراض خصبة لمراهق شاب يملك مئات الآلاف في حسابه، فالاغراءات تغوي حتى المخضرمين والمحنكين ومنهم رئيس الوزراء الايطالي رئيس ميلان سيلفيو بيرلسكوني، فلما العتب على الشباب؟

المشكلة في الرواتب الضخمة التي تفوق ما يتقاضاه الجميع في الوظائف الاخرى بنفس سن نجوم كرة القدم، وكلما كبر حجم الراتب زادت فرص الضلوع في احد المحرمات الثلاثة: الخمور والمراهنات والنساء، وبالتأكيد لا مجال هناك للمخدرات لانها تعني نهاية مسيرة الكروي المتورط بها، ورغم ان التركيز بات في العامين الاخيرين على الخونة من نجوم الكرة (روني وتيري وكراوتش واشلي كول)، فان قبلها بأعوام كان العنصر المثير هو السهر والشرب حتى الثمالة واغواء الجميلات الذي ضلع به نجوم الكرة البرازيلية (رونالدينيو ورونالدو وادريانو وروماريو)، لكن الادمان على المراهنات هو الداء الاقل ضرراً اجتماعياً لكن أثره التدميري على الكروي مماثل لتأثير الادمان على الكحول واغواء الحسناوات.

أذكر هذا العنصر بعدما قرأت مقتطفات من الكتاب الجديد لنجم منتخب انكلترا وارسنال السابق بول ميرسون الذي برز في مطلع التسعينات، واشتهر في البداية بامدانه على الكحول، لكن طامته الكبرى التي قادته الى الافلاس ادمانه على المراهنات، حتى وصل به الامر الى دفع مبالغ خيالية مثل 50 الف جنيه على التنبؤ بمن سيخرج اولاً من غرفة ملابس اللاعبين الى ارض الملعب، ولم يكتف بتوقع نتيجة مباراة او صاحب الهدف الاول، بل ايضاً الركنية الاولى ستكون لمن، حتى انه في احدى المرات عندما حان موعد وضع زوجته لمولودهما وتوجب ذهابها الى المستشفى فانه طلب منها قيادة السيارة بنفسها الى المستشفى لانه يريد متابعة مباراة في كرة القدم الاميريكة راهن بمبلغ كبير على نتيجتها، طالباً منها الاتصال به اذا استجد معها شيء!

الى هذا الحد كان هوسه في تبذير ماله على الرهان، حتى انه يعتبر يوم زواجه من اسوأ ايام حياته، لانه في ذلك اليوم راهن بمبلغ كبير على فوز اسكتلندا على كوستاريكا في نهائيات كأس العالم 1990، لكنها خسرت 0-1، لينتهي اليوم كئيباً له، ومحيراً لزوجته.


بالتأكيد اليوم ميرسون رجل مفلس ومن دون زوجة او اولاد او منزل، فالجميع هجره، حتى انه خسر عمله مدرباً لفريق في الدرجة الثالثة بعدما فشل في معالجة ادمانه، والغريب انه سحب كل مبلغ المعاش المحفوظ له (800 الف جنيه) والمفترض ان يعينه عندما يبلغ 65 من العمر، لكنه سحبه وهو في منتصف الثلاثينات وأهدره كله في غضون شهرين.

الامثلة المشابهة لحالة ميرسون كثيرة في عالمنا الكروي، لكن كثيراً منها تبقى في ظل الكتمان، لنعود ونردد السؤال: هل الرواتب الخيالية التي يتقاضاها نجوم كرة القدم نقمة عليهم؟



- المصدر - الرواتب الخيالية تقتل النجوم! | ADMCsport.com http://www.admcsport.com/ar/football/news/article-15800#ixzz1HuceTDc2
اخبار رياضية واخبار كرة القدم العربية والعالمية أخبار الرياضة